منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة


    خليفة المؤسس

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    خليفة المؤسس Empty خليفة المؤسس

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 28, 2009 1:52 am

    إذا كان السيد أحمد الفيض آبادي قد نال شرف إنشاء هذه المدرسة، وقيادة مسيرتها حوالي ثماني عشرة سنة، هي السنوات الواقعة بين نشأتها سنة ١٣٤٠ هـ، وسنة وفاته رحمه الله عام ١٣٥٨ هـ، فإن الله قد ذخر لخليفته السيد حبيب محمود أحمد فضلاً آخر لا يقل شأناً عن شأن الإنشاء والتأسيس، ذلك أن كثيراً من المشروعات العظيمة إنما يتوقف استمرارها أو فشلها وموتها على من يخلف المؤسس، فهي تفشل ويذهب ريحها إذا منيت بالخلف السيء المضيع للأمانة والمسؤولية، وتنجح وتتأصل وتمد جذورها، إن يسر لها الله من يرعاها ويسهر على تحقيق أهدافها .



    وقد كان من حسن حظ هذه المؤسسة بحق أن يتلقف رايتها هذا الرجل الذي سهر على مصالحها وسار بها أشواطاً فُساحاً على طريق التأصيل والتطوير، حتى أصبحت تواكب المدرسة العصرية بكل مفاهيمها، وتسير مع أخواتها المدارس التابعة لوزارة المعارف في سنن واحد، مع تنافس وتسابق متكافيء لتحقيق الأهداف التعليمية والمقاصد التربوية التي ترسمها الدولة وتخطط سياساتها.

    ولد هذا الرجـل ( السيد حبيب محمـود ) في شهـر ذي القعدة سنة ١٣٣٨ هـ بالمدينة المنورة، وكان وحيد والديه من الذكور، إذ لم ينجب أبواه غيره مع ثلاث من الإناث في فترة إجتماعية كان فيها للولد الذكر شأن أي شأن، لذلك نستطيع أن نتصور أية رعاية كان يلقاها هذا الإبن الوحيد، وبخاصة أن والده كان من العلماء المعدودين، تولى كتابة العدل، ثم تولى القضاء، فلابد أنه كان يولي هذا الإبن كل الرعاية والإشراف التربوي والعلمي الكامل، ويأخذه بسمت معين منذ نعومة أظافره، بالإضافة إلى ما كان يلقاه من رعاية علمية من عمه المؤسس السيد أحمد، وعمه العالم الجليل السيد حسين أحمد رحمهما الله.

    نقول هذا لأن الفترة التي كانت بين سنة ميلاده وسنة دخوله المدرسة وهي سنة ١٣٤٩ هـ، كانت كافية لأن يتولى هذا الوالد تعليم ابنه وإعداده للالتحاق بالمدرسة.

    ولم يمض السيد حبيب في مدرسة العلوم الشرعية غير شهرين، حيث عين والده قاضياً لجدة، فانتقل معه إليها، والتحق فيها بمدرسة الفلاح، فدرس بها ثلاث سنوات. وحين استعفى والده من القضاء سنة ١٣٥٢ هـ عاد بأسرته إلى المدينة، فالتحـق الإبن بمدرسة العلوم الشرعية ليواصل فيها دراسته، وحرص عمه السيد أحمد رحمـه الله على أن يتقن حفظ القرآن الكريم فحفظه في خـلال عـام واحد على يد الشيخ حسن تاج الدين والشيخ عمر توفيق.

    ثم واصل دراسته حتى عام ١٣٥٨ هـ، حيث تخرج في القسم العالي بالمدرسة، وفي هذه الأثناء بدأ السيد أحمد يشعر بأعراض المرض الذي أجبره أخيراً على ملازمة الفراش، وهو مرض تصلب الشرايين الذي أنهك قلبه وأضناه، فلم يجد من ينيبه عنه في إدارة المدرسة غير ابن أخيه السيد حبيب، فأنابه عنه في تحمل أعبائها برغم صغر سنه، وذلك لما آنسه فيه من قدرات خاصة أهلته لديه لهذه الثقة، ثم أوكل إليه هذا العمل بصفة رسمية بموجب صك شرعي منحه فيه التصرف المطلق بما يراه مناسباً لمجريات العمل بالمدرسة ويضمن استمرارها.

    وبهذا استمر السيد حبيب بعد وفاة المؤسس رحمه الله عاشر شوال سنة ١٣٥٨ هـ مديراً للمدرسة، يعمل على تطويرها والتقدم بمسيرتها إلى ما يرفع مكانتها ويعلي من شأنها، ويهيء لها ظروف اطّراد النمو والتحسن.

    وقد اعترضت مديرية المعارف آنذاك على توليه إدارة المدرسة نظراً لحداثة سنه كما أشرنا، وجرت في هذا الشأن مخاطبات / ١٣٥٩ هـ بتأييد تعيينه مديراً مسؤولاً عن المدرسة، وفق الصك الشرعي الذي كتبه المؤسس رحمه الله.

    وهذه صورة تبليغ مديرية المعارف العامة له بذلك الأمر: حضرة الفاضل مدير مدرسة دار العلوم الشرعية الأستاذ حبيب محمود أحمد.


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    وبعد:

    فيسرنـا أن نكتب إليكـم بصدور الموافقة السامية رقم ٥١٢٠ وتـاريخ ١٥ / ٨ / ١٣٥٩ هـ على تعيينكم في إدارة مدرسة العلوم الشرعية، فتتمنى لمدرستكم رقياً ونجاحاً إن شاء الله تعالى.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    ٢٨/١٢/١٣٥٩ هـ

    مدير المعارف العام


    وبعد ذلك انتقل إلى دار الآخرة المغفور له بإذن الله تعالى السيد حبيب محمود أحمد رحمه الله و غفر له و أسكنه فسيح جناته على ما قدم من بذل وتضحيات كبيرة ثم تولى من بعده مسيرة هذا البناء العلمي الشامخ ابنه الأكبر حسب ما نصت عليه وصية الواقف والمؤسس رحمه الله الدكتور أحمد حبيب محمود أحمد فأصبح منذ تاريخ ٨/٩/١٤٢٣هـ هو المشرف العام والناظر لمدارس العلوم الشرعية الأهلية بالمدينة المنورة.

    والذي سار على نهج والده والمؤسس رحمهما الله وهو يبذل قصار جهده على تكملة هذه المسيرة المباركة فبارك الله في جهوده ومد في عمره بالصحة والعافية والإيمان ووفقه إلى كل ما يحب وير
    ضى.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:23 pm