منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة


    أعلام من أرض النبوة2

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    أعلام من أرض النبوة2 Empty أعلام من أرض النبوة2

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 28, 2009 1:06 am

    مواجهة الكائدين:
    يتعرض المصلحون دائماً في كل مكان وزمان لمكائد الكائدين وحسد الحاسدين، ولأن عملهم دائماً يكون خالصاً لوجه الله تعالى يستمر العمل بالنجاح، وذلك لأن مصروفات المدرسة أصبحت تزيد من حيث القسم الصناعي، وأصبحت تدر على المدرسة. فظن الحاقدون والحاسدون أن المؤسس أصبح يجمع الأموال التي تأتي للمدرسة لنفسه، وهذا هو الحقد والحسد بأم عينه، فلو جمع المؤسس الأموال لنفسه لما استمر عمله، ولسقطت المدرسة من تقدمها، وتراجعت لقلة العائد، ولكن العكس هو الصحيح فالمؤسس كان يضع التبرعات ويضيف عليها من جيبه الخاص وهذا ما جعل المدرسة كل يوم في تقدم.
    وقوف الدراسة بالمدرسة وإغلاقها:
    يقول الشيخ محمد علي مغربي: كان العهد هو عهد الحكومة الهاشمية وكان الخلاف بين هذا العهد وبين المذهب الوهابي الذي تمثله دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والذي يرعاه آل سعود معروفاً للكافة، ومن هذه الثغرة دخل المغرضون فاتهموا المدرسة أنها تعلم طلبتها المذهب الوهابي.
    ويقول الدكتور محمد العيد الخطراوي: استغل الحاقدون هذا الوضع وأشاعوا أن مؤسس المدرسة السيد أحمد رحمه الله وهابي وأن المدرسة إنما أسست لخدمة المذهب الوهابي، متخذين من قيام المدرسة بتدريس كتب الحديث وشروحاتها البعيدة عن الخرافة وتدريس الفقه وأصوله إصبعا تشير إلى وهابيته، علماً بأن الوهابية لقب أطلقه أعداء الدعوة السلفية على الدعوة للنيل منها، وإظهارها بمظهر الابتداع والمروق وإنما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رجلاً حنبلي المذهب دعا الناس إلى تصحيح عقائدهم وتطهيرها مما علق بها من خرافات وأضاليل، ولكن الموازين عند هؤلاء وأمثالهم تنقلب لتصبح الاستقامة على منهج السلف جرماً يعاقب عليه وتهمة توجه لتقويض الناس والمؤسسات.
    أقول: كثرت الإشاعات والوشايات فعلم المسؤولون الحكوميون، فأرسلوا المفتشين على المدرسة للتأكد من الأمر، وبعد محاولات مريرة مع المؤسس والمدرسين صدر الأمر بإغلاق المدرسة، وتسريح طلابها وموظفيها، وبالفعل أغلقت المدرسة ولكن المؤسس والمدرسين انتقلوا بفصولهم إلى المسجد النبوي الشريف، وأصبحوا يعلنون ذلك جهراً ليعلم الناس ماذا يدرسون. وبهذا العمل استطاعوا أن ينفوا هذه التهمة الكاذبة، وعادت المدرسة إلى العمل في مقرها في منتصف عام 1341 هـ، وتلقى المؤسس الموافقة من رئاسة ديوان الإمارة بالمدينة، والترخيص للمدرسة. وكانت العودة في شهر شوال سنة 1341 هـ.
    نجاح العمل:
    تم افتتاح المدرسة في عام 1340 هـ واستمرت المدرسة في التقدم يوماً بعد يوم رغم ما واجهت من مكائد، ولكن نجاح العمل دائماً يظهر في إنتاجه فقد خرجت المدرسة آلاف الطلاب ولا تزال تخرج إلى هذا اليوم، فنذكر من أوائل المتخرجين والذين يعدون من أعلام المدينة بالمملكة العربية السعودية ونكتفي بذكر أسمائهم، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب مدرسة العلوم الشرعية من تأليف الدكتور محمد العيد الخطراوي، وهنا نورد بعض الأسماء.
    فضيلة الشيخ محمد علي الحركان، الأستاذ الأديب عبد القدوس الأنصاري، معالي الأستاذ الأديب محمد عمر توفيق، فضيلة الشيخ محمد الحافظ، الأستاذ المربي الكبير عبد العزيز الربيع، الأستاذ الشاعر محمد هاشم رشيد، الأستاذ الأديب حمزة قاسم، الأستاذ الأديب عبد الفتاح أبو مدين وغيرهم من أولي العلم والفضل.
    كلمة حق:
    إن العمل الذي قام به المؤسس يعد من تلك الأعمال التي لا نستطيع أن نكافئه عليها، ولكننا نقول: اللهم اجعلها في ميزان حسناته، وأنا أقول أيها القارئ بل أكاد أجزم بأن مدرسة العلوم الشرعية كانت صاحبة دور كبير في إحياء العلوم في المدينة المنورة وإخراج الأجيال المتعلمة والمثقفة، وتحقق حلم ذلك الرجل الذي يعد نمطاً فريداً من الرجال. فهو يعد أحد ثلاثة رجال من أهل الحجاز استطاعوا بعلمهم وفضلهم أن ينشروا العلم في الحجاز وغيره.
    أولهم الشيخ العلامة محمد رحمة الله العثماني والذي أسس المدرسة الصولتية بمكة المحمية.
    وثانيهم الشيخ الفاضل محمد علي زينل والذي أسس مدارس الفلاح في كثير من البلدان.
    وثالثهم الشيخ أحمد الفيض أبادي مؤسس العلوم الشرعية ليتامى بلدة خير البرية.
    بارك الله في أعمالهم الخيرة ورحمهم الله تعالى وجزاهم خيراً وجعل جنة الخلد مسكنهم.
    الفيض أبادي ومطبعة الفيحاء:
    كذلك هناك عمل جليل قام به الشيخ أحمد الفيض أبادي لا بد لي أن أذكره بالرغم من أن كثير من المؤرخين يجهلونه وهو أنه قد قام بتأسيس مطبعة طيبة الفيحاء، وقد ساهم في تأسيسها معه الشيخ عبد الحق نقشبندي رحمه الله، وقد ظلت هذه المطبعة وحدها في ميدان الطباعة بالمدينة المنورة حتى عام 1355 هـ حيث جعلها الأستاذان علي وعثمان حافظ نواة لمطبعة المدينة المنورة التي طبعت فيها جريدة المدينة المنورة بعد إصدارها في عام 1356 هـ.
    وفاة الشيخ المؤسس:
    وحينما قربت المنية أصيب الشيخ أحمد الفيض أبادي بالمرض ومات يشكو من ضغط الدم فاشتد عليه حتى ألزمه الفراش وقد فارق الحياة عصر يوم العاشر من شوال سنة 1358 هـ عن عمر يناهز خمسة وستين سنة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
    السيد حبيب يكمل المسيرة:
    أدرك الشيخ أحمد الفيض أبادي قبل مرضه بوجوب وجود من ينوب عنه في هذا العمل وإدارته، وهو يعلم أن الموت حق على العباد فرأى في ابن أخيه السيد حبيب محمود أحمد ملامح النجابة واستبشر فيه الخير، وكان السيد حبيب آنذاك تلميذاً في المدرسة، وقد حفظ القرآن الكريم في سنة واحدة .
    وواصل دراسته حتى تخرج من القسم العالي سنة 1358 هـ وهو ابن العشرين عاماً.
    وقد رأى عمه المؤسس أن خير من يخلفه في إدارة المدرسة ورعايتها هو حبيب، فولاه الإنابة وأكد له ذلك بصك شرعي منحه فيه التصرف المطلق في أمورها بما يراه مناسباً لإدارتها، وحينما تولى السيد حبيب الإدارة عمل جاهداً على تطوير هذا الصرح الشامخ وشد على نفسه وجد وكافح وعمل على إكمال المباني التي بدأها المؤسس ونجح في ذلك. وحينما تمت توسعة المسجد النبوي أزيل المبنى، فأقدم السيد حبيب على شراء أرض قريبة وقام بتعميرها، والمبنى جديد وجميل وتصميمه فريد، وبذلك نقول إن السيد حبيب نال شرف العلم وخدمته فهو خير خلف لخير سلف، وأجدها فرصة مناسبة لأتقدم للسيد الحبيب بالشكر لما يقوم به دائماً من تزويدي بالمعلومات التي أجهلها، فهو رجل كريم من بيت كريم وفقه الله بالصحة والعافية. [b]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:23 pm