منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة


    أعلام من أرض النبوة 1

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    أعلام من أرض النبوة 1 Empty أعلام من أرض النبوة 1

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 28, 2009 1:04 am

    مدرسة العلوم الشرعية
    نشوء فكرة المدرسة:
    عندما عاد الشيخ أحمد إلى المدينة المنورة واستقر بها، رأى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم في أمسّ الحاجة إلى بناء مدرسة ينشر عن طريقها العلم، وتخرج الأجيال المتعلمة، فلقد كانت الدروس والحلقات موجودة بالمسجد النبوي الشريف وهو يقصد مدرسة جامعة لكثير من العلوم.
    ويقول المؤسس عن مشروعه ما يلي:
    منذ وصلت إلى المدينة المنورة مهاجراً إليها مع الوالد عام 1316 هـ هجرية تعلق بذهني مشروع إنشاء مدرسة لتعليم أبناء هذه البلدة المطهرة ما يعيد إليهم مجد أسلافهم في ناحيتي العلم والعمل، وظلت هذه الأمنية الغالية عالقة بذهني إلى أن قدم أحد معارفنا من أثرياء الهند إلى المدينة المنورة سنة 1334 هـ فعرضت عليه تفاصيل مشروعي، فأبدى استعداده للتبرع بمبلغ سبعة عشر ألف روبية للمشروع إذ شرعت فيه.. انتهى أقول إن هذه خطوة جديدة جداً فالحلم بدأ يتحقق وبذلك تشجع المؤسس وتقدم إلى الحكومة التركية العثمانية وطلب منهم السماح له بتأسيس المدرسة، وذكر لهم الوعد الذي تلقاه من الثري الهندي بالمبلغ الكبير الذي سيرصد لهذا المشروع.
    وفي هذه الفترة كانت الحكومة التركية قد قررت إنشاء جامعة إسلامية كبيرة بالمدينة المنورة تحمل اسم القائد والمجاهد المسلم الكبير صلاح الدين الأيوبي يلتحق بهذا الصرح المتخرجون من المدرسة الإعدادية الفريدة بالمدينة والتي تم تأسيسها عام 1318 هـ ويرغبون في إكمال مسيرتهم التعليمية، إذ أن الدولة العثمانية كانت تبعث بالطلاب لمواصلة دراستهم العليا إلى القدس والأستانة.
    وبدأت الدولة العثمانية في بناء الكلية عام 1332 هـ وتم تشييد الطابق السفلي منها بالحجارة السوداء المنحوتة والمباني. وهي الآن مدرسة طيبة الثانوية المعروفة بالمدينة المنورة.
    فعندما تقدم المؤسس أحمد الفيض أبادي بطلبه الترخيص ببناء المدرسة قوبل بالرفض وطلب منه تقديم تبرع الثري الهندي إلى مشروع الجامعة الإسلامية التي تبنيها الدولة العثمانية.
    وبهذا الرفض صدم الشيخ أحمد الفيض أبادي وظل ينتظر ماذا ستأتي به الأيام من أحداث، ولكن أمله في المدرسة ما زال قائماً.
    ووقعت الحرب العالمية الأولى وكان وقوعها سبباً في القضاء على مشروع جامعة صلاح الدين الأيوبي، وقامت الحرب وهاجر أهل المدينة منها خوفاً من الجوع والعطش وهاجر أحمد الفيض أبادي مع مَنْ هاجر، وكانت هجرته إلى أدرنة في تركيا، ومكث هناك عدة سنوات، وعاد إلى المدينة سنة 1337 هـ ومازالت فكرة نشوء المدرسة في ذهنه كأنها جزء من نفسه.
    وبعد سنتين من استقراره في المدينة، وفي عام 1339 هـ قدم للحج في تلك السنة أحد أثرياء الهند، وكانت هناك معرفة سابقة بينه وبين أحمد الفيض أبادي، فاقتنص الفرصة المناسبة ليتحدث إلى هذا الثري بما يدور في عقله عن إنشاء المدرسة بالمدينة المنورة، ففكر الرجل في هذا العمل الخيري ووعده خيراً، وحال عودته إلى موطنه الهند بعث إلى المؤسس أحمد الفيض أبادي أربعين جنيهاً ذهبياً كانت هي النواة الأولى للبدء في هذا المشروع الذي ظل المؤسس سنوات طويلة مشغولاً بكيفية إعداد العدة له.
    وعندما وصل إليه المبلغ اشترى قطعة أرض بجوار المسجد النبوي الشريف وبدأ البناء فيها مستعيناً بالمبلغ الذي تلقاه من الثري الهندي وبما يصل إليه من تبرعات بعد ذلك وكانت البداية سنة 1340 هـ.
    ولم يكن المبلغ الذي أرسله المحسن الهندي كاف للقيام بالعمل كاملاً، ففكر الشيخ أحمد الفيض أبادي باقتراض قيمة الأرض من أحد كبار تجار مكة المكرمة وهو الشيخ عبد الجبار الدهلوي ومن أخيه الشيخ محمود أحمد.
    وفي عام 1341 هـ كمل البناء الابتدائي للمدرسة وقام أحمد الفيض أبادي باختيار المدرسين الذين سيقومون بالتعليم في هذا الصرح الكبير، ووقع اختياره على الشيخ محمد الطيب الأنصاري والذي كان من أبرز المدرسين في المسجد النبوي الشريف آنذاك وعهد إليه برئاسة المدرسين بالمدرسة من الناحية العلمية وتولى هو الجانب الإداري.
    إنشاء قسم صناعي:
    ثم إنشاء المؤسس قسماً صناعياً، يهتم هذا القسم بتعليم الطلاب بعض الحرف المهنية وزخرفة الأخشاب ونجارتها ونسيج السجاجيد المحلاة بالزخارف والصور، وعمل لوحات جميلة مكتوبة من الخشب المزخرف وصناعة الأدوات المنـزلية ذات النقوش المتموجة، وتطور القسم حتى أصبح يصنع الكراسي والمناضد والمكاتب، وقد أسهم هذا القسم في سد حاجة المدينة وغيرها من قطع المكائن التي يحتاجها المزارعين حينما قامت الحرب العالمية الثانية، وكان هذا القسم يورد إلى المدرسة موارداً مالية، وقد تخرج في هذا القسم كثير من الفنيين والمهندسين الذين خدموا مدينتهم وبلدهم المعطاء، وبذلك نقول إنها فكرة جيدة من المؤسس، استطاع بها أن يسد بعض احتياجات المدرسة فجزاه الله خيراً.[b]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:23 pm