منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مدارس العلوم الشرعية بالمدينة المنورة


    نبذة تاريخية عن مدرسة العلوم الشرعية

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    نبذة تاريخية عن مدرسة العلوم الشرعية Empty نبذة تاريخية عن مدرسة العلوم الشرعية

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 28, 2009 1:51 am

    المؤسس الباني:

    بدأت فكرة إنشاء مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة تراود السيد أحمد الفيض آبادي منذ قدم إلى المدينة المنورة مع والده سنة ١٣١٦ هـ في عهد الدولة العثمانية، وعندئذٍ عنّ له أن يعرض هذه الفكرة على أحد معارفه الأثرياء في الهند موضحاً له أهمية المدرسة وحاجة أهل المدينة المنورة الماسة لها، فأرسل إليه مبلغ أربعين جنيهاً مكّنه من البدء في تأسيسها في شهر محرم سنة ١٣٤٠هـ. ثم جاء بعض المعارف من الهند، فأعانوا المدرسة التي سارت بعدئذ في تطور مستمر، حتى بلغت أوجاً عظيماً كما نراها الآن .

    ولقد سجل التاريخ للسيد أحمد الفيض آبادي ذلك الدور الرائد، والحكمة الثاقبة، والصبر وقوة الإرادة، وبُعد النظر، الأمر الذي مكّنه – بعد توفيق الله سبحانه وتعالى – من إستكمال المشروع الخيّر في شكله المميز المتفرد، هو هذا الصرح العظيم، الذي سيبقى بإذن الله شامخاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ويحق لنا بعدئذٍ أن نتسائل: من هو أحمد الفيض آبادي؟

    هو السيد أحمد بن حبيب الله، من نسل الحسين بن علي رضي الله عنهما، ولد في ٢١ من ربيع الثاني سنة ١٢٩٣ هـ في بانكرمو، التابعة لفيض آباد. وقد هاجر أحد أجداده وهو السيد نور الحق في القرن الخامس الهجري إلى الهند إبّان فتوحات السلاطين الغزنويين لها بدعوة كريمة من أحد السلاطين الفاتحين، واستقر في قرية ( داديور ) من أعمال ( فيض آباد ) ومن هنا اكتسبت العائلة هذا اللقب ثم حضر مع أبيه وإخوته إلى المدينة المنورة واستقروا فيها، وبعد ذلك رجع السيد أحمد إلى الهند لإستكمال دراسته على يد الشيخ العلاّمة: رشيد أحمد الكنكرهي .

    ومن أهم صفات المؤسس الباني لمدرسة العلوم الشرعية كما ذكرها الأنصاري في كتابه عن الشيخ أحمد :

    البساطة، وقوة الإحتمال، والدأب والمثابرة، والحلم، وسعة البال، وحبه لأصحابه ومخالطيه، والتسامح عن زلات ألسنتهم، كما كان يميل للمداعبة والمزاح دون تمادي. وكان يبغض الغيبة والنميمة لأنها أصل كل بلاء وفتنة .

    وقد أنعم الله عليه بثلاثة أنواع من الشرف :

    §شرف النسب المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
    §وشرف العلم الذي اشتغل به طالباً ومعلما.
    §وشرف إنشائه للصرح العظيم مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة.

    التأسيس والتطور:

    كانت البداية في مبنى متواضع ومستأجر، ظللت بعض أجزائه بما يشبه العريش أو الصندقة، وأخذ الإقبال يزداد يومًا بعد يوم عليها. واهتم المؤسس بالبحث عن المدرسين الأكفاء، وكانوا في تلك الحقبة أقل من القليل، وكان على المدرسة أن تدفع المرتبات اللازمة للمدرسين وتقدم المعونات لبعض المحتاجين من طلابها، وتشجع المتفوقين منهم بمكافآت شهرية تزيد من اجتهادهم واستمرارهم في طلب العلم.

    وقد تعرضت المدرسة في العام الثالث من إنشائها إلى العديد من الإشاعات التي يدبرها الحاقدون، إلى أن أغلقت المدرسة وسرح طلابها وموظفوها. فأكملوا المهمة العلمية في المسجد النبوي الشريف، حتى سمح المسؤولون لهم بالعودة إلى مقر المدرسة، لكن تحت رقابة مشددة، حتى أرسل المؤسس طلباً بمنح ترخيص بإنشاء المدرسة، ووصل الترخيص فاستعادت المدرسة نشاطها في ثقة واطمئنان. وزاد عدد الطلاب، حتى ضاق بهم مقر المدرسة، مما جعل المؤسس يعمد إلى استئجار دار قريبة منها في زقاق البدور، شغلها ببعض الفصول التابعة للمدرسة .حتى قام بشراء الأرض التي قامت عليها المدرسة، فكانت خطوة ممتازة، إلا أن إجراءات التعمير تأخرت لظروف الحرب بين حكومة الأشراف وحكومة آل سعود، حتى استقرت أمور البلاد في يد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز تغمده الله بواسع رحمته، فبدأ في تهيئة المال اللازم للبناء، وقد حباها جلالة الملك عبد العزيز بالوفير من عطفه وعنايته

    وأغدق عليها من كريم مساعداته المتواصلة فانتعشت بعد ضعف، وسرت في شرايينها الحياة من جديد، وشرع المؤسس في تشييدها حتى تم البناء في عام ١٣٤٨ هـ .

    وبمرور الأيام وبعد أن لمس المواطنون في المدينة بأنفسهم المستوى التعليمي الذي كانت تتميز به المدرسة زاد مرة أخرى الإقبال عليها، فاتجه المؤسس لتوسعة المبنى، وبدأ التعمير بالفعل في ١٣٥٢ هـ وكان على طراز إسلامي بديع .

    وقبل استكمال العمارة وفي شهر جمادى الأولى من عام ١٣٥٨ هـ، تعرض المؤسس رحمه الله لنوبات مرضية، كانت تشتد تارة وتخف أخرى، وهو صابر متجلد لا يشكو إلاّ إلى الله، ولا يبديه لذويه ولا لمخالطيه. وهكذا أخذ مرض القلب يغالب الشيخ ويغالبه طوال أربعة أشهر ولكنه ألزمه الفراش في شهر رمضان، حتى توفاه الله في عصر اليوم العاشر من شهر شوال عام ١٣٥٨ هـ عن عمر ناهز الخامسة والستين عامًا، قضاها في خدمة العلم وطلابه، تغمده الله بواسع رحمته ورضوان
    ه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 4:29 am